obai wattad Admin
عدد المساهمات : 87 تاريخ التسجيل : 03/01/2012 العمر : 26
| موضوع: " رسالة إلى الحبيب المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) " الثلاثاء فبراير 07, 2012 1:35 am | |
| " رسالة إلى الحبيب المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) "
أحييك بأبي أنت وأمي , حبيبي قدوتي وشفيعي , بتحية شَرُفَتْ بنطقها أطهر الأفواه , وأصدق الألسنة , ألا وهي تحية الإسلام الشامخ الأبي , فسلام من الله عليك ورحمته وبركاته , عدد ما صعدت ملائكة الرحمن نحوه , وما دامت ساجدة أمام عرشه , عدد ما غرد طير وطار , وعدد ما شعت الأنوار من كل دار .
حبيبي وقدوتي , إن الكلمات لتنصب علي وتنهال , وكأنها تشن هجوما مباغتا , كيف لا وأنها تتسابق , لتدون في رسالة تعد هي النادرة , كيف لا وهي مرسلة إليك يا خير الورى يا من رفع الله ذكرك , ووضع وزرك , واتخذك حبيبا له , فهل هناك مكانة تفوق مكانتك , وهل هناك من هو أحب إلي منك , فالجواب منقوش في أعماق قلبي , ومحفور على جدران أحشائي , فأنت التقي النقي الطاهر العلم , يا هادي العباد إلى عبادة رب العباد . إني والله سيدي أبا القاسم , لأنت أحب إلي من مالي ومن نفسي ومن روحي , لأنت أحب إلي ممن ربياني , حبيبي فدائي كلما أتذكرك , كلما أتأملك وأتحسسك , تغشاني قشعريرة في بدني , تهز كياني وأحشائي , كفاني شرفا وتيها أنني من أمتك يا حبيب الحق وسيد الخلق , أنني من أمتك يا علم الهدى , لكنها والله حسرات , وإنها أبدا تُعوَّض , يوم لا يهضم حق , من رب العدل والحق , حسرات دوما تراودني , دوما ترافقني وتماشيني , ربما لأنني لم أعش ذلك الحين , لأرى نور وجهك , وبهاء خلقك , وأستقي من خُلُقِك , وأعيش سيرتك , وأستمرئ لذة عشرتك , بين أصحابك وخلانك , لكن الباري قضى , وقضاؤه حق , وقدره غالب , وحكمته بالغة , لكنني أسأل رب العزة , ربي ورب كل شيء , أن تكون شفيعي يوم الآزفة , يوم المآل , يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت , وتضع كل ذات حمل حملها , ولأن تكون شفيعي يوم القيامة , أثقل على الميزان من كل هنأ ورغد عيش , فإن شفاعتك والله تسوى الدنيا وما فيها , ويشرف التضحية لأجلها , والمكابدة واتباع سنتك والتمسك بها , والتأسي بأخلاقك , بل وإنها تجعل الإنسان الشقي رجلا عظيم شأن , منشرح الصدر , يشعر بلذة حقيقية , لا يشعر بها سوى من اتبعك , واقتفى أثرك , وداوم على الصلاة عليك , صلى الله عليك وعلى آلك وأصحابك أجمعين . يا سيد الأخلاق , يا من زكاك الله في عقلك فقال سبحانه : " مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى " , وزكاك في صدقك فقال سبحانه : " وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى " , وزكاك في علمك فقال سبحانه : " عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى " , وزكاك في بصرك فقال سبحانه: " مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى " , وزكاك في فؤادك فقال سبحانه : " مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى " , وزكاك في صدرك فقال سبحانه : " أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ " , وزكاك في ذكرك فقال سبحانه : " وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ " , وزكاك كلك فقال سبحانه : " وإنك لعلى خلق عظيم " . ما ألطفك , ما أحلمك , ما أرأفك , حتى خالق الأكوان يصفك بألطف العبارات , وأبين البلاغات , بل وتأدبا وحياء منه سبحانه , حتى أنه والله لم ينادك باسمك في القرآن قط , بل تكرما وسموا بصفاتك وخصالك , ولم يذكر اسمك مجردا في القرآن قط , إلا قرنه بصفة النبوة والرسالة . تعجز الكلمات مرة تلو الأخرى عن وصف إحساسي المرهف الذي أحياه تجاهك , نعم والله أحبك , وأعلم علم اليقين , أن ترجمة هذا الحب يكون بطاعة خالصة لما شرعته وما جئت به من النور المنير والحق المبين , لكن سيدي عذرا , فالواقع غير ذلك , والحال عكس مرادك , فقد همشت سيرتك , وتخلوا عن أخلاقك , وأصبح منهاجك ودستورك ( القرآن ) , وسيلة بحتة للرزق ولكسب الأموال , عذرا سيدي أبا القاسم , بل وإنك والله قلت قديما , وقولك حق , فقد ظهرت الفتن , وكثر الكذب , وتقاربت الأسواق , وتقارب الزمان , ونطق فينا الرويبضة , وكثر الهرج والقتل , أنت الذي قال عن هذا الزمان "القابض على دينه كالقابض على الجمر" . عذرا يا رسول الله , عذرا أن جئتك بهذا الحال , وهذا الواقع المرير , لكن هناك أبطالٌ غرٌ ميامينْ , من أبناء أمتك , قابضين القبض كله , ومتمسكين ومتأسين بنهجك ودربك الهادي إلى درب الفلاح , فالواقع ينوي خيرا , وكلماتك تقسم صدقا , وتعد حقا , أن دولة الإسلام قادمة لا محالة , وأن الخير في هذه الأمة باق إلى يوم الدين , فأبشر خيرا , فإن الحق تبارك وتعالى لن ينسى أمتك , ولن يضيعها , وسيجازيك وأمتك خير الجزاء , لا تجزع , فها قد رجع الحق ينتصر , ورجال العقيدة تتحدى وتتقدم , ها قد عاد الأمل من جديد , ها هم حكام العمالة يسقطون واحدا تلو الآخر , ودولة الإسلام القادمة سترفع لواءها قريبا بإذن واحد أحد , فأبشرك بالنصر القريب . ما أعظمك , ما أشرفك , ما أرفعك , تدخر دعوتك المستجابة ليوم قد لا ينفع الدعاء , ولا ينفع النحيب ولا العويل , لكنك تدخرها لذلك اليوم , لتشفع لأمتك المحمدية , التي تأست بك , واتخذتك نبراسا تضيء به دربها نحو الجنان , وإني لأتوق أن أكون واحدا من أولئك الذين تشفع لهم عند ربك , وأي شفاعة , شفاعة عظمى من حبيب خالقي وبارئي , شفاعة ممن ملك على قلبي وروحي , عذرا حبيبي , فإني أسألك أن توردني حوضك , وترويني منه , وأكون ممن يلقاك يوم الدين , ويبشر في دخوله جنة الخلد بصحبتك , اللهم آمين , فهو ولي ذلك والقادر عليه . فإلى أن ألقاك , فلك مني كل حب وطاعة وصلاة وسلام , فسلام من الله عليك ورحمته وبركاته . وفي الختام ليسعني أن أهديك بعض الأبيات التي نظمتها من أجلك , في حبك ومدحك يا تاج الأكارم يا محمد (صلى الله عليك وعلى آلك وأصحابك أجمعين) :
يَا مَنْ تُحِبُّ اللهَ أَحْبِبْ أحْمَداً ****** صَلِّي الصلاةَ عَليْهِ كُلَّ أَوان ِ رُوحِي فِدَاكَ نَبِيّي يَا مُعَلِّمَنا ****** فَقَد اصطَفَاكَ وَلِيَّ العَهْدِ لِلإيمان ِ أَمَّا الشفاعةُ منكَ القصدُ أَطْلُبُها ****** أَي ِالشفاعة يَومَ الفصلِ والدِّين ِ اللُّطْفُ وَالحلمُ والرَّحماتُ مِيزَتُهُ ****** فَمِنَ الجديرِ بِحوض ِالكَوثَرِ الظُّفْران ِ واحسرتاهُ مِنْ عَيْشٍ هَنيءٍ مُكَرَّمٍ ****** بِرِفْقةِ الحَبيبِ المُصْطَفى العدنان ِ لكنَّ أُمَّتَكَ الأبيَّةَ شَمَّرتْ وَتهيَّأتْ ****** لِمِيقاتِ دَولةِ الإسلامِ والإيمان ِ أَنتَ دُرٌ نَفيسٌ خَالصٌ جَلَلٌ ****** فِي القلبِ في الكلماتِ في الأذهان ِ لكَ يا نبيَّ اللهِ في أحشائِنا قِمَمٌ ****** مِنَ الإجْلالِ في الإِسرارِ والإعلان ِ يا سَيِّدَ الأبرارِ حُبُّكَ في الصَّميمِ مُوَثَّقٌ ****** نَبْعُ الهِدايَةِ مَوْطِنُ الإحْسان ِ
| |
|